شريف ربيع
قال هانى محمد الباحث فى مجال حقوق الإنسان أن منذ عام 2019، تشهد السودان أزمة سياسية واقتصادية خانقة، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في إبريل من ذلك العام، وتولي المجلس العسكري الانتقالي الحكم ومؤخرا شهد الصراع بين البرهان وحميدتى على السلطة كوارث إنسانية وصحية بالسودان لها صداها وتأثيرها فى كثير من الملفات لدول الجوار فعدم استقرار السودان ستكون له تداعيات خطيرة للغاية على مصر بشكل مباشر وغير مباشر ،منها ملف سد النهضة الذي قد يؤخر المفاوضات لحل تلك المشكلة التى لها تأثير سلبي على ملايين المصريين إذا تضررت مياه مصر وتعطيل الزراعة ويعتبر تهديدا وجوبيا لمصر .
وقد حذر غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة من النزاع بالسودان قائلا”قد يمتد إلى كامل المنطقة” . ومع ذلك، فإن تأثير هذه الأزمة على حقوق الإنسان في مصر لم يكن محل دراسة واهتمام كبيرين.
ومع ذلك، فإنه من الممكن تحليل بعض التأثيرات المحتملة التي قد تكون للأزمة في السودان على حقوق الإنسان في مصر.
فمن جانب حقوق الإنسان السياسية:
من بين الحقوق الإنسانية الأكثر تضرراً في مصر بسبب أزمة السودان هي الحقوق السياسية. ويمكن أن يكون لذلك تأثير على المشهد السياسي في مصر. فمثلاً، قد يزيد القلق في مصر بشأن الاستقرار السياسي داخل السودان والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للسوادن مما ستتأثر مصر نتيجة تأثير الأمن القومي الإقليمي لتدخلات خارجية ووجود جنود وقوات مرتزقة بالقرب من حدود مصر وعوامل أخرى مثل العنصر الجيوبوليتكي وهو موقع مصر القريب من السودان والعنصر الإقتصادى وتمثل الأزمات الإقتصادية العالمية نتيجة أزمة كوفيد 19 وأزمة روسيا أوركرانيا .والعنصر الديموجرافي أيضا ويمثل نمو سكان مصر وحق الفرد فى التعليم والصحة والكثافة السكانية والنمو وبالتأكيد سيتأثر سلبي نتيجة تدفق أعداد اللاجئين لمصر ، ونظرًا للعلاقات الوثيقة بين الشعبين المصري والسودانى والتأثير الذي يمكن أن يكون للأحداث في السودان على المستوى الإقليمي قد ينشأ عن هذا وجود مظاهرات من اللاجئين السودانيين بمصر نتيجة توابع الأحداث بالسودان وبالتالى قد يؤدي إلى تقييد الحريات السياسية لحفظ الأمن واسباب مرتبطة بالأمن القومي الداخلى . علاوة على ذلك، قد يزيد التوتر في المنطقة بشأن الهجرة والهجرة غير الشرعية واللاجئين وأمن الحدود، وقد يؤدى إلى تحديات كبيرة ستواجه الدولة المصرية تجاه التزامها بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان مما قد يخلق فرصا للمتربصين تجاه ملف حقوق الإنسان بمصر .
ومن ناحية حقوق الإنسان الاقتصادية تشهد مصر منذ فترة أزمة اقتصادية نتيجة أزمات حرب روسيا أوكرانيا وكوفيد 19، وتزداد الضغوط عليها بسبب التبعات الاقتصادية لأزمة السودان والتى سيضيف أعباء اقتصادية على مصر. ومن الممكن أن تؤدي هذه الأزمة إلى تراجع الحقوق الاقتصادية للمواطنين ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة علاوة على ذلك ، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المصريون هذه الأيام، من المؤكد أن استقبال مزيد من السودانيين سينعكس مباشرة على أسعار المواد الأساسية وإيجارات المنازل وغيرها من عناصر تكلفة المعيشة، المرتفعة بالفعل والآخذة في الارتفاع مما يؤثر على حقوق الإنسان بشكل عام.
وفي جميع الأحول يعتبر أزمة السودان كابوسا معقد سواء على السودانيين أو دول الجوار