بقلم: رئيس التحرير
بيّن الكاتب الصحفي المتخصص في الاقتصاد والعلاقات الدولية، ناجح مصطفى النجار، دور الدول العربية تجاه كارثة الزلال في سوريا وعلى رأسهم مصر.
وقال الكاتب: لم يقف “قانون قيصر” الأمريكي عائقًا أو حائلاً أمام الدول العربية وعلى رأسهم الدولة المصرية في إنقاذ متضرري الزلزال في سوريا، بل أقدمت عدد من الدول العربية، على تقديم العديد من المساعدات والإغاثات لمواجهة آثار كارثة الزلزال المدمر في الشمال السوري، مُتحدين بذلك قانون قيصر الذي يعوق إغاثة المتضررين في سوريا، تحت ذريعة أنه يحمي المدنيين.
الدور المصري
أضاف: كانت الدولة المصرية من أوائل الدول تلك التي بدأت بإرسال المساعدات إلى سوريا وتركيا، إذ قامت بإرسال 3 طائرات إلى سوريا تحمل مساعدات إنسانية وطبية، إضافة إلى وصول فريق إغاثة كبير إلى شمال حلب.
إغاثات عربية
وتابع “النجار” في مقال له بموقع “الوفاق اللبناني”، كما قدمت دولة الإمارات العربية، 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري، بينما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعب السوري.
وأردف: قررت الجزائر أيضًا، إرسال فريق مساعدة من الدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة بالإضافة إلى مساعدات طبية إلى المناطق المتضررة، بينما أرسلت تونس طائرة عسكرية محملة بشحنة من المواد الغذائية والأغطية والأدوية بالإضافة إلى فريق من الحماية المدنية مختص في البحث والإنقاذ من تحت الأنقاض متكون من ضباط وأطباء وأعوان مسعفين مجهزين بمعدات متطورة للبحث.
واستكمل: في ظل المعاناة التي يلاقيها المتضررين جراء الزلزال في الشمال سوريا، خرجت الولايات المتحدة، في اليوم الثاني من وقوع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وتسبب في سقوط آلاف الضحايا والمصابين، لتعلن عن وجود عقبات كبيرة تمنع وصول كامل المساعدات، وفى الوقت الذى خشيت فيه بعض الدول خرق القانون الأمريكى، إلا أن التكاتف العربي الذى ظهر جليّا خلال الساعات الماضية، كان رسالة قوية للعالم بأن العرب للعرب وليست أمريكا كما تزعم وتتشدق بحقوق الإنسان.
ما هو قانون قيصر الأمريكي؟
وكشف الكاتب حول قانون قيصر: نشأ قانون قيصر نسبة إلى أحد المصورين السوريين، الذي التقط صور لمئات آلاف الأشخاص المعتقلين في سوريا والتي تم قتلهم بوحشية، عرضت صور الضحايا في معرض في متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة، توقع القيصر أن يكون هناك ردود أفعال غاضبة على هذه الصور وأنه سيتم إنقاذ ما تبقى من بلاده من ويلات الحرب، ولكن ما حدث على أرض الواقع كان عكس ذلك تماما.
في يناير عام 2019 جدد مجلس النواب الأمريكي بالإجماع “قانون حماية المدنيين” أو ما يعرف بقانون “قيصر” والذي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية والدول التي تدعمها مثل إيران وروسيا لمدة 10 سنوات أخرى.
وواصل، قائلاً: مرت ست سنوات على قانون القيصر، ذلك الذي ينص على فرض عقوبات اقتصادية وقانونية بحق نحو 40 شخصية سورية معروفة، وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته، إضافة إلى منع دخول أي مساعدات إنسانية إلى سوريا.
وأشار في مقاله إلى أن المنظات الدولية تحدثت عن مدى فداحة الموقف فى الأراضى السورية وسط المساعدات العالقة ولا تجد سبيلا للوصول لمحتاجيها، بسبب قانون القيصر الذى تفرضه أمريكا على النظام السورى ويفرض عقوبات على الأنظمة والشركات التى تتعاون مع دمشق.
مزاعم أمريكية
واستطرد: وبعد الضجة التى أحدثها قانون القيصر الأمريكى على مرئى ومسمع من العالم، خرج المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرج ليبرر، قائلاً: إن واشنطن ستقدم كل المساعدات بدون أي قيود أو حدود للشعب السوري، زاعمًا أن قانون قيصر لا يتضمن عقوبات أمريكية؛ تمنع إرسال مساعدة إنسانية أو طارئة أو الأدوية، وكل الاحتياجات التي يحتاجها الشعب السوري، وتقديم المساعدة في هذه الكارثة.
وأضاف: ولكن كان الوضع سيكون مختلفًا، إذا ما تم إرسال المساعدات مباشرة بعد وقوع الكارثة مثلما حدث مع متضرري الزلزال في تركيا، إذ من شأنه إنقاذ العديد من الأرواح والممتلكات في ظل البرد القارس، سواء من الأطفال أو السيدات أو كبار السن وبالتالي تكون حجم الخسائر أقلّ.
إعاقة وصول المساعدات
وذكر في مقاله، تحدثت المنظات الدولية عن مدى فداحة الموقف فى الأراضى السورية وسط المساعدات العالقة ولا تجد سبيلا للوصول لمحتاجيها، بسبب قانون القيصر الذى تفرضه أمريكا على النظام السوري ويفرض عقوبات على الأنظمة والشركات التى تتعاون مع دمشق.
ففي 7 فبراير من الشهر الجاري، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن انتقال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لا يزال متوقفا. وقالت الأمم المتحدة في ذلك التوقيت، إن هناك أمور لوجيستية تعرقل وصول المساعدات إلى سوريا من مناطق الحدود التركية.
وتابع: ذكرت الأمم المتحدة أن انتقال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لا يزال متوقفا ومن غير الواضح متى سيُستأنف بسبب قضايا لوجستية، لافتا إلى أن المساعدات الدولية لمتضرري الزلزال في سوريا عالقة على الحدود التركية.
وأردف: الأمر الذي يعني أن واشنطن لا يعنيها أبدًا معاناة الأطفال والأبرياء في سوريا في وقت هم بأمس الحاجة إلى سرعة إرسال المساعدات وفرق الإنقاذ؛ بدلا من تصارع القوى الدولية واختبار أسلحتها على الأراضي السورية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تنادي دائمًا بحقوق الإنسان.. فهل لحقوق الإنسان أشكالٌ أو أوجهٌ أخرى أكثر من هذا الموقف العصيب في ظل معاناة آلاف الأرواح جراء كارثة الزلزال المدمر؟.
رسالة قوية من الدول العربية
واختتم ناجح النجار، مقاله، قائلاً: من هنا أقول.. إن العرب للعرب ولن يكسر أية حواجز عن الشعب السوري وإيصال المساعدات إلى متضرري الزلزال؛ سوى العرب أنفسهم وبأيديهم وتكاتفهم، وذلك بعد أن تحدّت الدول العربية قانون قيصر وقيامها بإرسال المساعدات فور وقوع الكارثة، تحية للدول العربية وشعوبها، ومصر قيادةً وشعبًا ومؤسسة الأزهر الشريف على استمرار إرسال المساعدات والإغاثات إلى ضحايا الزلزال في الشمال السوري وتركيا. تحيا مصر.. تحيا العروبة.