كتب: حسام السيد النجار
(حرب الخبز العالمية.. لابد من إنهاء حرب الخبز)، بهذه الكلمات، عبر دي مايو، وزير الخارجية الإيطالي، عن استياءه وتخوفه الشديدين، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، ليلخص بها تدهورًا غذائيا عالميًا ربما لم تمر به الدول منذ عقود طويلة.
ويرى محللون، أن إطالة أمد الحرب في أوكرانيا يزيد المخاوف من انفجار أزمة غذائية في عدة بلدان عربية، تستورد عادة الحبوب، وخاصة القمح، حيث لامست أسعاره العالمية الذروة لأول مرة منذ 14 عامًا.
وتشير الأرقام إلى أن الدول العربية بشكل عام، تحصل على ما نسبته 25 في المائة من صادرات القمح العالمية، فيما تستورد مجتمعة 60 في المائة من احتياجاتها للحبوب من روسيا وأوكرانيا؛ نظرا لسعرها المنخفض في البلدين، إضافة إلى فرنسا ورومانيا.
وقال الوزير الإيطالي في تصريحات متلفزة الأحد الماضي: “نحن نناقش قضية الأمن الغذائي في كل من مقرات حلف الناتو ومجموعة السبع وفي أوروبا.. لابد أن ينهي الاتحاد الأوروبي حرب الخبز العالمية”.
أوضح دي مايو إلى أن لهذه الحرب تأثير عالمي على السلع وأسعار الضروريات الأساسية، و”لابد من ايقاف الحرب العالمية على الخبز في مهدها”. وتابع “لقد الغزو الروسي لأوكرانيا خلق حالة من عدم اليقين في الأسواق ويتطلب اتخاذ إجراءات دولية، لمحاولة هيكلة مبادرة دولية بشأن سلامة الغذاء”.
ومع ارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية لأعلي مستوياته علي الإطلاق بعد أن حظرت الهند تصديره لتكمل عقد شح القمح الذي بدء بحرب روسيا مع أوكرانيا إحدي أكبر الدول المنتجة والمصدرة للقمح حول العالم، الأمر الذي قد يساهم في زيادة الأمر تعقيدًا وحدةً.
في هذا الصدد، قال عطية حماد، رئيس شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية بالقاهرة، إن سعر رغيف الخبر السياحي -غير المدعم- قد ارتفع جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
ورفعت بعض المخابز، أسعار الخبز السياحي -غير المدعم- بعد زيادة الدقيق في السوق المحلي تأثرًا بارتفاع أسعار القمح عالميًا ليرتفع الرغيف بسعر جنيه إلى 1.5 جنيه.
وأضاف حماد، في تصريحات متلفزة، أن الزيادة مرتبطة بالمنطقة التي يباع فيها الخبز ويتغير السعر من منطقة لأخرى، لافتا إلى أن هناك زيادة حصلت في سعر رغيف الخبز السياحي غير المدعم من الحكومة، مشيرا إلى استقرار تام في سعر رغيف الخبز المدعم من الحكومة.
يقول النائب محمود هيبة وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب السابق، إن سياسات الحكومة ساهمت في تقليل استيراد السلع الأساسية من جهة والقمح من جهة أخرى في وقت يعاني العالم فيه من أزمة حقيقية.
يضيف “هيبة” في تصريح خاص لـ “ع المكشوف”: لابد من النظر إلى الفلاح وتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعار منخفضة، كذلك إعفاءه من الضرائب، لاسيما أن دعم المزارع يسهم في تقليل الفجوة الغذائية، وخفض معدل الاستيراد من الخارج بنسب قد تصل إلى أكثر من 40%.
أوضح النائب محمود هيبة، أن الضرب بيدٍ من حديد على مافيا الأسمدة يحمي الفلاح، ويزيد من معدلات الإنتاج.
ويشار إلى أن العالم أجمع يمر بأزمة طاحنة، لكن الأمر قد اختلف في مصر هذا العام، حيث التي أطعمت العالم في عهد سيدنا يوسف الصديق – عزيز مصر آنذاك، وبالرغم من أنها كانت تستورد أكثر من 50% سنويا، لكن هذا العام نجحت الدولة المصرية في زراعة نحو 3.6 مليون فدانا من القمح، ومن المتوقع أن تتسلم حوالي 10 ملايين طن من المزارعين، ما يضمن توافر الحبوب والسلع الاستراتيجية حتى نهاية العام الجاري.