بقلم عبدالناصر محمد
بداية فإني أستعير وصف السفير الأمريكي لوكالة الجداوي بأنها جوهرة أثرية ليكون بداية لعنوان مقالي متسائلاً عن ماذا تم بعد 3 سنوات على تطويرها وترميمها وافتتاحها ؟
فقررت في بداية زيارتي لمدينة اسنا أن أزور وكالة الجداوي بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على افتتاحها بعد ترميمها بتكلفة تزيد عن 8 مليون دولار بشراكة معالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة السياحة والآثار وكان لي الشرف أني كنت ضمن المشاركين في افتتاحها لإعادة استثمارها سياحياً واقتصادياً
ولكن بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات لم أجد نتيجة حقيقية ومردود قوي للاستثمار في هذه الجوهرة الأثرية فمشروع الترميم استغرق 3 سنوات ثم مرت 3 سنوات أخرى بعد الإفتتاح ولم أجد نتائج قيمة وإيجابية تحقق عوائد وتكون قيمة إضافية للسياحة
و النتيجة الوحيدة التي لاحظتها استتباب الأمن وقيامه بدوره ووجود أجهزة أمنية حديثة للحفاظ على هذه الجوهرة الأثرية
أما ما قيل في وقت الافتتاح من أن إعادة ترميم وكالة الجداوي أحد أهم المعالم والمواقع التاريخية كان يهدف إلى وضع إسنا كواحدة من الوجهات السياحية الرئيسية لمنظمي الرحلات والمستثمرين فهذا يبدو كان نشوة وانبهار وقتي من التطوير ثم تلاشت كل التصريحات وباتت من الماضي
و أرى أن هناك خلل في منظومة الترويج فمازالت الجوهرة الأثرية لم تأخذ حقها في الترويج وما زال هناك ضعف في وضع اسنا و مزاراتها السياحية عامة على قائمة الزيارات
فلم يتم تسليط الضوء على معالم إسنا لاستعدادة مكانتها الأثرية لاستضافة المزيد من الزوار والسائحين ولم يتم التوسع في خلق فرص عمل جديدة للشباب كما لم يتم عمل استثمارات جديدة في اسنا سواء كانت حكومية أو خاصة
وكنت قد سمعت من هنا وهناك أثناء افتتاح الجوهرة الأثرية ” وكالة الجداوي ” عن طرحها للاستثمار وهذا طبعاً لم يتم
وأتساءل لماذا لا يتم طرحها للاستثمار ولماذا أيضاً لم يتم استغلال التطوير الذي حدث بوكالة الجداوي في الترويج الإيجابي واستغلاله عالمياً في جذب السياح لمدينة اسنا التي تعد مزار سياحي مليئ بالجواهر السياحية والأثرية
ومطلوب في الفترة الحالية إطلاق حملة للترويج السياحي لوكالة الجداوي واستثمارها وأيضاً شمول كل آثار إسنا بالرعاية والترويج لتستعيد اسنا وضعها على خريطة السياحة وعقد شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لتنمية القطاع السياحي وخلق المزيد من الفرص الاستثمارية في مدينة إسنا
فوكالة الجداوي تعد منشأة تجارية شيدها حسن بك الجداوي سنة 1207 هــ، 1792 م، والذي سمي بالجداوي لأنه تولى إمارة جدة في عهد على بك الكبير سنة 1184هـ.
تتكون وكالة الجداوي من طابقين الأول لبيع البضائع والسلع والثاني كان لمبيت التجار
واجهة الوكالة الرئيسية تطل على معبد الإلة خنوم الشهير بمعبد إسنا
وفي نفس المنطقة يوجد المسجد العمري وهو أول مسجد بني في المدينة وتنتمي إليه المئذنة والذي سمي بالمسجد العمري نسبة إلى عمر بن الخطاب ومنطقة القيسارية
كما أن مدينة اسنا مليئة بالآثار الإسلامية والمسيحية والرومانية والفرعونية التي تظهر التنوع الحضاري والأثري والثقافي ولتؤكد عراقة وقدم مدينة اسنا في التاريخ والمعروف عن مدينة اسنا أنها زاخرة بالآثار التي لم نكتشف بعد والمطلوب التوسع في عمليات الاستكشاف في إسنا مع الدول والوكالات المهتمة بالآثار والثقافة