بقلم: عبدالناصر محمد
مع بهرجة العمل السياسي ودخول وانخراط كم كبير من شباب ورجال الأعمال في العمل السياسي في الفترة الأخيرة كان من واجبي تذكير شباب الأعمال بأقوال كبراء وشيوخ البزنس عن العمل في السياسة وضرورة الابتعاد عنها لانه من مبدأ المكسب والخسارة لن يتمكن رجل الأعمال من تحقيق مكاسب شخصية وضررها أكبر من نفعها
فطالب الراحل رؤوف غبور في مذكراته بضرورة عدم دخول رجال الأعمال في العمل السياسي قائلا في مذكراته «أدليت بدلوي في السياسة، وقد خرجت منها سريعًا، وبلا رجعة، أنا لم أندم على التجربة، لكني لا أنصح أي رجل أعمال ناجح بالعمل في السياسة لأنني لم أربح من ورائها أي شيء»
كما كان يرى الراحل المهندس حسين صبور ضرورة ابتعاد رجال الأعمال عن السياسة وانه لم يلتفت للعمل السياسي ورفض الوزارة ثلاث مرات مما جعله الأكثر تميزاً ونجاح واقام امبراطورية صبور المحصنة ذات البناء الشامخ الذي لا يتأثر بالهزات السياسية أو التغيرات الفكرية
ولقد أجريت حورات كثيرة مع كبراء البزنس خاصة أعضاء مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين منذ عام 2007 وكانوا جميعهم يرفضون العمل في السياسة
فالمهندس حسن الشافعي عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس مجلس الأعمال المصري الروماني أخبرني أن البزنس والسياسة وجهين لعملة واحدة فالعمل السياسي له وجه والبزنس وجه آخر .
رجل الأعمال يسعى إلى الحفاظ على مصالحه وعدم توقف بزنسه أو تعطيله لكن دخول المعترك السياسي في مصر في غاية التشابك ويصعب السير فيه فهناك لاعبين سياسيين على درجة عالية وهناك بيوت سياسية عريقة إلى جانب الأفكار المختلفة التي مازالت أحد روافد العملية السياسية
وقد يبدو لرجل الأعمال الشاب أنه بثروته قد حقق نجاحاً في سنة أولى سياسة لكن مع مرور السنوات ستتأكد له حنكة كبراء البزنس وأنهم يقرأون بل قرأوا المشهد السياسي في مصر منذ بدايته وكان عليهم أن يحافظوا على أعمالهم وبزنسهم من خارج الملعب السياسي
قد يكون هناك نموذج أو آخر من رجال الأعمال قد حقق ومازال في الملعب السياسي ولم يخسر منذ بداياته في العمل السياسي وهذا نموذج قد شرب العمل السياسي وعاش وبنى إمبراطورية سياسية وشعبية اولا من خلال أعماله الاجتماعية والخيرية وتداخل مع أهالي دائرته بصورة يصعب اقتلاعه أو اهتزاز صورته وكانت حصناً له على على مر الحقب السياسية لحماية امبراطوريته في البزنس
أما عن نماذج دخلوا المعترك السياسي وكانت نتائجها مخيبة للآمال بل وتأثرت سمعته وخسر الجلد والسقط كما يقال في الأمثال فهم كثر