بقلم: عبد الناصر محمد
افريقيا أصبحت محط أنظار دول العالم من جراء ما يعانيه العالم من نقص في الإمدادات وفي ظل ما تمتلكه القارة السمراء من ثروات طبيعية ضخمة تستطيع انتشال العالم من ازماته
وتأتي قمة التيكاد 8 أحد الفعاليات الهامة التي تهتم بالقارة الأفريقية لكن يجب أن يتم التخطيط الجيد لتحقيق منفعة مشتركة للدول المستثمرة وأفريقيا من خلال تبني استراتيجيات وخطط للتنمية الشاملة بالقارة تبدأ بإقامة مشروعات البنية التحتية التي تعاني نقص وضعف كبير والتوسعة في إنشاء الطرق والموانئ وخطوط الملاحة
كما يجب تبني خطط لإقامة مصانع للانتاج بالقارة لتحقيق أعلى استفادة لدول افريقيا إلى جانب ضرورة الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي وانتشال دول العالم من الفقر والجهل والإرهاب كي تكون رافد مهم للتنمية العالمية
وعلى دول القارة ضرورة العمل على تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية باعتبارها حجر الزاوية في الوصول إلى التكامل الاقتصادي المنشود بقارتنا الأفريقية بهدف تحسين البيئة الاستثمارية
تعد قمة طوكيو الدولية للتنمية في افريقيا ” تيكاد 8 ” أحد الحلول للخروج من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي تتفاقم نتيجة جائحة كورونا وطول أمد الحرب الروسية الأوكرانية
لاشك أن قمة التيكاد أحد أهم وأقوى وأقدم الملتقيات الاقتصادية المهتمة بدعم وتنمية القارة السمراء وقد أطلقتها اليابان منذ عام 1993 بهدف تنمية افريقيا عن طريق إقامة شراكات اقتصادية ودعم القارة الأفريقية بالعديد من المبادرات التنموية
ينظم هذه القمة خمسة أطراف رئيسية تتمثل في الحكومة اليابانية ومفوضية الاتحاد الأفريقي ومكتب المستشار الخاص لشؤون أفريقيا التابع للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي
يوجد نحو 750 مؤسسة يابانية في افريقيا وضاعفت اليابان قيمة الدعم لأفريقيا من 20 مليار دولار إلى 30 مليار دولار استثمارات جديدة في افريقيا وذلك في قمة تيكاد 8 والتي استضافتها دولة تونس الشقيقة وشارك فيها 300 شركة يابانية وافريقية وعشرة آلاف مشارك
قمة التيكاد كانت تنعقد في اليابان الا ان قمة تيكاد السادسة تم عقدها في كينيا وتم عقد القمة الحالية الثامنة في دولة تونس لتكون القمة الثانية في افريقيا
الكل ينتظر من هذه القمة نتائج إيجابية بهدف تحقيق تعافي اقتصادي لكل دول العالم خاصة
تسعى قمة التيكاد إلى تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين أفريقيا وشركائها للتنمية، وحشد الدعم لصالح مبادرات التنمية الأفريقية، من خلال كبريات الشركات اليابانية والدولية وتطورت قمة “تيكاد” خلال 21 عامًا لتصبح حدثًا عالميًا رئيسيًا وتفتح منتدى متعدد الأطراف لحشد الدعم الدولي لتنمية أفريقيا
وتسعى طوكيو لتعزيز علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع دول القرن الإفريقي وفتح آفاق جديدة للتعاون فى مجالات مثل الاقتصاد والاستثمارات والأمن
كما أن كل دول القارة تؤمن بأهمية تكامل العمل الإقليمي والقاري لدعم الجهود الوطنية القائمة لتنفيذ أهداف «أجندة 2063»؛ سعيًا للوصول إلى مرحلة التكامل الاقتصادي واستدامة السلام وتحقيق تطلعات دول القارة مما يتطلب تضافر الجهود الدولية وتوجيهها لصالح دعم الدول الأفريقية ومؤسساتها المعنية بتحقيق الأمن والتنمية في أفريقيا
أن القارة الأفريقية مليئة بالفرص الاستثمارية الغير مستغلة وتحتاج إلى مئات المبادرات الدولية ومليارات الدولات الداعمة لتنمية القارة وإقامة آلاف الشراكات الاقتصادية
كل الأنظار متجهة الآن إلى ما ينتج عن هذه الفاعلية الاقتصادية من نتائج من شأنها أن تمتص الصدمات الاقتصادية العالمية وتحقيق تنمية شاملة بالقارة السمراء تكون طريق عبور للاقتصاد العالمي من أزماته
ان القمة تهدف إلى زيادة الشراكة الأفريقية – اليابانية وتحقيق الانتعاش الاقتصادي بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 والأهداف المدرجة بأجندة التنمية 2063 للاتحاد الأفريقي عبر توفير برامج مساندة مالية وفنية وتوفير مناخ استثماري جاذب لإقامة شراكات افريقية يابانية تستهدف التنمية الشاملة
مطلوب من دول القارة الأفريقية تبني خطة واضحة لتحقيق أكبر استفادة من الأزمة الاقتصادية العالمية وتحويل تلك الأزمة لفرص تنمية القارة بتوجيه الاستثمار العالمي نحو القارة ودراسة كيفية التعاون بين دول القارة للاستفادة من كل القروض والمنح المقدمة لاستكمال مشروعات البنية الأساسية للقارة