اللواء إيهاب صابر- مساعد وزير الزراعة للطب البيطري:
تعويض المزارع المؤمن عليها ضد الحوادث والسرقات بنسبة 100%
تحقيق الاكتفاء الذاتي بحاجة إلى زيادة الوعي ووقف الذبح المبكر
تحركات الدولة خفّض معدل الاستيراد والذبح المبكر يجب أن يتوقف
الصراعات الدولية تسببت في تعطل سلاسل الإمداد وزيادة أسعار الأعلاف
صندوق التأمين على الماشية مُساعد ومُكمل لقطاع الخدمات البيطرية
حجم الثروة الحيوانية في مصر يصل إلى 8 ملايين رؤوس من الماشية
مساعدة المُربين من خلال 1800 وحدة بيطرية في المراكز والقرى
ندعم المربين بـ 300 جنيهًا في طن العلف لزيادة إنتاج اللحوم
أجرى الحوار: ناجح مصطفى
أوضح اللواء دكتور إيهاب صابر، مساعد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لشؤون الطب البيطري، أن هناك توجيهات حثيثة من القيادة السياسية لدعم الثروة الحيوانية في مصر، سواء من رؤس الماشية، أغنام، ماعز، وذلك بهدف زيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء للمواطنين.
أشار مساعد وزير الزراعة في حوار صحفي: إلى أن قطاع الخدمات البيطرية يولى اهتمامًا مباشر للمربين وأصحاب المزارع، كما أن صندوق التأمين على الماشية يقوم بحملات توعوية وتثقيفية في المراكز والقرى للحفاظ على الثروة الحيوانية من جهة، وحماية صغار المربين من الأوبئة ونفوق رؤوس الماشية من جهة أخرى.
وأوضح أن صندوق التأمين على الماشية يعد جهة إدارية مساعدة ومعاونة مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية التي تعد الجهة المنوطة بالتحصينات المستمرة للثروة الحيوانية من الأمراض والأوبئة العابرة للحدود، كما يقوم الصندوق بتوفير اللقاحات التى تحتاجها الحيوانات، لحماية الثروة القومية وزيادة معدلات اللحوم فى مصر، مما يؤدي إلى تنمية الاقتصاد الوطني وارتفاع معدلات الإنتاج.. فإلى نص الحوار:
بداية.. متى يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء؟
الحقيقة هناك توجيهات حثيثة من القيادة السياسية لدعم الثروة الحيوانية في مصر، لزيادة الإنتاجية وتحقيق الإكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء للمواطنين، ولكن في ظل العملية الروسية في أوكرانيا وتعطل سلاسل الإمداد عالميًا تسبب ذلك في زيادة أسعار الأعلاف، كما يقوم القائمين في صندوق التأمين على الثروة الحيوانية بشكل أساسي ومُلح بالمشاركة الدورية مع لجان الحملات القومية للتحصين التابعة لهيئة الخدمات البيطرية ضد الحمى القلاعية، ونشر فلسفة التأمين الصحي العادي، وتوعية وتعريف المربين ومنتجي الثروة الحيوانية بأهمية الحفاظ على ممتلكاتهم، لاسيما أن الصندوق يقوم بتقديم العديد من الخدمات للمربين وأصحاب المزارع من خلال رعاية صحية مجانية طوال العام.
ماذا عن دور هيئة الخدمات البيطرية وصندوق التأمين على الماشية في مساعدة المربين في ظل الظروف الراهنة؟
نقوم بتوفير أعلاف ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية من مصانع الصندوق بالمرج ومدينة غرب النوبارية، كما يتم أيضا صرف “حصة نخالة” بأسعار مناسبة ومدعمة من المطاحن الحكومية بالتنسيق بين وزارتي الزراعة والتموين، كذلك تقديم خدمات مهمة على الأرض للمربين من خلال كروت الخصم من الشركات والمؤسسات والكيانات التى تخدم المربين والفلاحين والمشتركين مع صندوق التأمين على الماشية.
الطبقات الفقيرة والمتوسطة لا تستطيع شراء اللحوم البلدية بسبب ارتفاع أسعارها.. بماذا تعقب؟
بالتأكيد لدينا فجوة في الإنتاج المحلي من اللحوم ولسد هذه الفجوة يتم استيراد العجول الحية من عدة دول لتمكث من 3 إلى 4 أشهر حتى يتحول طعمها إلى لحوم بلدية خالصة ولتوفير البروتين أمام محدودي الدخل والطبقات الفقيرة، وكما ذكرت فإن تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم مرتبط بضرورة وثقافة الحفاظ على الثروة الحيوانية في مصر وعدم الذبح المبكر.
ما هى مميزات وشروط التأمين على الماشية التي يحصل عليها المربي؟
أولا تم إنشاء الصندوق بموجب قانون 228 لسنة 1959 بشأن التأمين على الثروة الحيوانية في مصر، التى تمتلكها الجمعيات التعاونية لتربية الثروة الحيوانية المسجلة وفقا لأحكام القانون رقم 317 لسنة 1956 والمربين والذيتم تعديله في عام 2013، حيث يكون اشتراك هذه الجمعيات في الصندوق إلزاميًا لتوفير الحماية التأمينية اللازمة للماشية وحماية الثروة الحيوانية.
كما يقوم الصندوق بالتحصينات المستمرة واللازمة للمزارع النظامية والمؤمن عليها، لذلك تم إنشاء الصندوق وإدخال تعديلات عليه في 2013 وهدفه الأساسي هو الحفاظ على الثروة الحيوانية، وكان الصندوق يعطي علفًا مجانًا للمزارع المؤمن عليها، كما أن فرق الصندوق متواجدة في الريف وداخل القرى من خلال مكاتب الوحدات البيطرية التي تصل إلى نحو 1800 وحدة بيطرية في المراكز والقرى يتم تأدية الخدمة عن طريقها.
ما هى شروط وتوقيتات الذبح الصحيح التي تعطي إنتاجًا أفضل؟
الذبح الصحيح يمر بعدة مراحل بعد عملية العلف والتسمين الدقيق والفعال، حيث في البداية يجب أن نهتم بالتغذية والتحصينات والعلف المتكامل الذي يعطي إنتاجًا مرتفعًا، وفي المرحلة الأولى يتم الذبح بعد 6 أشهر ليعطي لحومًا بوزن 250 كيلو جرام، أما المرحلة الثانية للذبح فتتم بعد 12 شهرًا وتعطي لحومًا بوزن 450 كيلوا، لذلك فالذبح المبكر للعجول الصغيرة يضر بالثروة الحيوانية في مصر ولا يعطي إنتاجًا جيدًا من اللحوم.
كيف تتم التحصينات الدورية وهل هى مجانًا لصغار المربين؟
هناك حملات تحصينية تجوب جميع القرى والمراكز كل 3 أشهر تحسبًا لأي وباء وثمن الجرعة لا يتجاوز الـ 20 جنيها فقط، ولكن يمكن لهذه الجرعة أن تحافظ على رأس الماشية التي يصل ثمنها إلى 25 أو 30 ألف جنيه، لذلك نحتاج إلى وعي المواطنين والتأمين الذي يُعد ضمانًا وأمانًا للحفاظ على الثروة الحيوانية في مصر، حيث تحدد القيمة التأمينية بنسبة (1%) من ثمن رأس الماشية خلال العام كاملا، ويتم لها تسجيل وترقيم في السجلات، وفي المقابل يحصل المربي على الجرعات اللازمة والمجانية منذ الولادة وحتى الذبح، كما يتم دعمه في العلف ولكن في هذه الفترة لا يجوز للمربي أن يذبح أو ينقل من محافظة لأخرى.
كيف يتم تعويض المربي ضد الحوادث والسرقات وما هى الشروط؟
يتم تعويض المربي ضد المخاطر والسرقة وخيانة الأمانة والسطو والحريق، وفي حال تعرض الحيوان لمرض معدي يتم إعدامه إذا كان غير صالحا للاستهلاك الآدمي وتعويض المربين في هذه الحالة يكون بنسبة 100% من خلال القيمة المسلجة في دفتر التأمين.
ما هو حجم الثروة الحيوانية في مصر وكيف يتم العمل على زيادتها؟
تقدر عدد رؤوس الماشية في مصر من 7.5 إلى 8 ملايين رؤوس من الجاموس والأبقار والماعز والإبل، ونقوم باستيراد رؤوس الماشية من الخارج بوزن 100 أو 150 كيلوا ويتم تسمينها لفترة 4 أشهر حتى يتغير طعمها من خلال العلف المصري بالمحاجر الحدودية، وهو ما يسهم في تقليل الفجوة من اللحوم.
هل تراجع حجم الاستيراد من الخارج هذا العام نتيجة الصراعات الدولية؟
ربما تم خفض الاستيراد بشكل ملحوظ بعد تحركات حكومية في دعم الإنتاج المحلي ودعم مشروع البتلو، ونحاول بشتى الطرق سد الفجوة من اللحوم في ظل الظروف الدولية، وأتوقع أن حجم استيراد لم يتجاوز 45 أو 50% هذا العام، ولا شك أن الذبح المبكر وارتفاع الأعلاف يتسببان في اتساع الفجوة من اللحوم، لذلك نعمل على توفير أنواع العلف المتوازن لزيادة الإنتاج عند الذبح.
ما هى عدد رؤوس الماشية المؤمن عليها حتى الآن؟
بلغ معدل التأمين على الماشية حوالي 1.5 مليون رأس من الماشية، ولابد من تغيير ثقافة المربي للحفاظ على ممتلكاته من جهة والحفاظ على الثروة الحيوانية من جهة أخرى، كما أن الحملات قامت بالتغطية البيطرية بنسبة قد تصل إلى 90 أو 100% في القرى والمراكز خلال العام المنقضي.
هل دور الصندوق الأساسي مساعدة المربين لزيادة الإنتاج أم تحقيق الأرباح؟
بالطبع نحن لا نتوقف عن دعم المربين وهناك متابعة مستمرة في توفير العلف والتحصينات وهو الهدف الأسمى، كما أن أعلاف الصندوق “نباتية” بنسبة 100% (أورجانيك) وهو ما يعطي إنتاجية أعلى في اللحوم عند الذبح، ونقوم بدعم المربين بحوالي 300 جنيهًا في طن العلف، ولكن بعد العملية الروسية في أوكرانيا أُجبرنا على التوقف خلال هذه الفترة ونأمل أن تعود قريبًا، كما نعمل على توصيل العلف المدعم للمربين من خلال المصانع التابعة للصندوق بنسبة خصم تصل إلى 20%.