أخبار مصر

م. أسامة مصطفى يكتب: قصة التصنيع الهزيل

بقلم: م. أسامة مصطفى

Lean Manufacturing Story

🔵 قصة الصناعة الرشيقة Lean Manufacturingالفترة من قبل الثورة الصناعية و لغاية بداية القرن ال
20 تقريباً كانو بيسموها فى الصناعة (Craft
production era) أو حقبة الصناعة اليدوية, فى الوقت ده لو انت عايز تشترى سيارة مثلاً كان لازم تروح لورشة سيارات و تقعد مع صاحب الورشة و تتفق معاه على كلا لمواصفات و ادق التفاصيل اللى انت عايزها فى سيارتك, و بعد كام شهر تروح تستلم السيارة و ينزل معاك صاحب الورشة و انت بتجربها عشان يتأكد ان كل حاجة اتنفذت زى ما انت عايز بالضبط, فى الفترة دى كان العميل بيتعامل مباشرة مع المُصنِع و كل قطعة بتتسلم بتعتبر منتج فريد لا يمكن تكراره, بجانب طبعاً الجودة العالية و ضمان الرضا التام للعميل (ماتستغربش لما تلاقى جدك مابيحبش يشترى ملابس جاهزة و مصريفصل عند نفس الترزى القديم رغم التكلفة و المشاويرالكتير), المشكلة كانت فى ارتفاع التكلفة انخفاض الانتاجية و طول دورة رأس المال و طبعاً انخفاض الربحية. الفترة من 1900 لغاية الحرب العالمية الثانية


دى كانت ال (Mass production era) أو حقبة الانتاج الكمى, كان الهدف هو التغلب على مشاكل الصناعة اليدوية, و كان اهم رواد المرحلة دى هما فريد تايلور (Fred Winslow Taylor) اللى اتكلم لأول مرةعن تطبيق الادارة العلمية فى الصناعة و عمل دراسات على الحركة و الزمن للوصول لافضل طريقة لاداء كل مهمة فى اقل وقت, و التانى كان هنرى فورد (Henry Ford) صاحب فكرة الاجزاء القابلة للتبديل(Interchangeable parts) و خطوط التجميع(Assembly lines), فى حقبة الانتاج الكمى (Mass production era) بدأت الورش تختفى و يظهر مكانها مصانع عملاقة بانتاجيات ضخمة و تكاليف أقل نسبياً ومبيعات مهولة و ارباح معقولة, لكن فى نفس الوقت العيوب اصبحت كتير فى المنتجات, و العميل مابقاش بيقدر يتعامل مباشرة مع المُصنِع, كمان ما بقاش فيه تنوع و لا حرية فى اختيار مواصفات خاصة و العميل بقى مضطر يفاضل بين عدد محدود من الموديلات والالوان اللى بيحددها المصنعين فأصبح لا يشعر بنفس مستوى الرضا اللى كان بيقدمه العامل اليدوى, والاخطرمن ده ان العمال نفسهم فقدو انتمائهم لمصانعهم لان مفاهيم الصناعة الكمية بتتعامل مع العامل كإنه ماكينة ويمكن فى اوقات كتير الادارة بتعتنى بالماكينة اكتر من العامل اللى بيشغلها, اكتر حاجة تفكرنا بمساوىء الصناعة الكمية هو فيلم شارلى شابلن المشهور ( Modern
. (Times
Lean ظهور 🔵
أكتر ناس تضرروا من الحرب العالمية التانية هم اليابانيين اللى كانو محتاجين جداً انهم يعوضو قوتهم العسكرية المنهارة بقوة اقتصادية تغزو العالم, لكن ازاى وهم مواردهم محدودة جداً؟,ده السؤال اللى ابتدت شركة تويوتا تجاوب عليه فأخدت أفضل ما فى الانتاج اليدوي و افضل ما فى الانتاج الكمى و قررت انها تعمل نظام يتفادى عيوب المرحلتين اللى فاتو و كان اسم النظام ده(Toyota Production System TPS) النظام ده مربمراحل تطوير مختلفة و تمت هيكلته لغاية ما بقى نظام عالمى ممكن تطبيقه على كل الصناعات و الخدمات ويمكن كمان كل انشطة الحياة و بقى اسمه (Lean System) نظام اللين بيتعامل مع كل من العامل و
العميل بمنتهى الاحترام, بحيث يضمن مشاركة العامل فى القرارات و رضا العميل عن طريق تمييزه و فهم كامل لمتطلباته, و فى نفس الوقت بيضمن للشركة دورة رأس مال سريعة و ربحية عالية جداً و كل ده بيتم عن طريق التخلص من الفواقد أو الهدر(Wastes) اللى هى يعنى أى نشاط مش بيضيف قيمة للمنتج (non value
added activities) و دى للأسف بتمثل 95% من انشطة معظم الشركات و بنكتشفها لما بنفكر فى حاجات زى: العيوب, الانتاج الزائد, النقل, الانتظار, المخزون, الحركة, التشغيل الزائد, المهارات الغير مستغلة
Defects, Over Production, Transportation, waiting, Inventory, Motion, Over Processing,
Utilized talents
و ده بيتم عن طريق التركيز على خمس اسس
القيمة, صوت العميل, السريان الناعم, نظام السحب,البحث عن الكمال بالتحسين المستمر
VVFPP (Value, Voice of Customer, flow, Pule
System, Perfection)
اللين بتقدم صندوق ادوات رائع (زى اللى فى الصورة المرفقة) للتعامل مع الهدر و تحقيق رضا كل اصحاب المصالح. ومنذ ذلك الحين أصبحت الصناعة الخالية من الهدر لها أثر ايجابي على الأداء التشغيلي والاقتصادي ومن المهم أن نعرف تأثيرها على الاستدامة. يجب على الشركات التركيز على الاستدامة وجعلها من أولياتها.
يمكن وصف الاستدامة من النواحي الأداء الاجتماعي،البيئي والعملي. إذا نجد هؤلاء الأداء فإن الاستدامة تتحقق. ولكن هناك نقص في البحث عن العلاقة بين الصناعة الخالية من الهدر والاستدامة ولأن حتى الان نتائج الدراسات تتراوح بين النتائج الإجابية والسلبية.
على مستوى عالي من الأداء، الصناعة الخالية من الهدرتتطلب الالتزام بالموارد التي تؤدي في بعض الأحيان إلى إهمال المبادرات البيئية والاجتماعية. يجب أن يتطورالبحث في المستقبل ويدور حول كيفية تطبيق الصناعة الخالية من الهدر لأن هذا النظام مفيد ومستدام.
Eng. Osama Mostafa

السابق
م. أسامة مصطفى يكتب: قصة التصنيع الهزيل
التالي
بيان عاجل للحكومة بشأن رفض المستشفيات استقبال حالات كورونا

اترك تعليقاً