أخبار مصر

م. أسامة مصطفى يكتب: قصة التصنيع الهزيل

بقلم: أسامة مصطفى

تلاشى ما يسمى بالخطأ البسيط فى عالم الأعمال الآن، فبسبب تعقد المهام وترابطها، أصبحت كلمة كارثة هى المرادف الحديث لكلمة خلل. وتجنبًا لحدوث هذه النتيجةعلى المدى البعيد أو القصير، ظهرت فى علوم الإدارة ما
. six sigma يعرف بالـ
تعد الـ six sigma واحدة من أهم المنهجيات الحديثة فى عالم الإدارة والأعمال، وتقوم منهجيتها على مراقبة الأداء الخاص بالنشاط التجارى وتحليله، بحيث تساهم نتائجها فى تقليل الأخطاء وتحسين الأداء، بالإضافة إلى تطوير العمل. ويعود أصل الكلمة إلى الرمز اليونانى سيغما، وهو رمز يتم استخدامه إحصائيًا لقياس الإنحراف في تحقيق هدف العمليات،تقوم فلسفة الـ six sigma على إن جميع العمليات أى كان نوعها (صناعية/تجارية/حكومية/خدمية) يمكن تعريفها و قياسهاوالتحكم فيها، فإذا تم قياس المدخلات وتحليلها جيدًا،يمكن قياس المخرجات والتحكم فيها، وهذه العملية تتم على أساس بناء إنحراف معياري للعمليات، بحيث يتم إحصاء ما تم تحقيقه من أهداف على معدل ستة سيغما،فإذا كان الناتج في المنتصف ما بين ثلاثة سيغما فوق المتوسط وثلاثة سيغما أقل من المتوسط، كان معدلا لخلل فى العمليات منخفض للغاية.
تساعد الـ six sigma كل من إدارات الجودة وإدارات الإنتاج والعمليات والمشروعات على التخطيط
الاستراتيجي الفعال، بالإضافة إلى دراسة الوضع الحالي والتنبؤ بالتطورات المستقبلية والتخطيط لها.
تكمن أهم مهام منهجية الـ six sigma على الوصول إلى نسبة الإنتاج المثالي، ولا يتحقق ذلك إلا بالوصول بالعملاء إلى مرحلة الحصول على تجربة مرضية بنسبة تقارب الـ 100%.
: SIX SIGMA طرق تطبيق الـ 🔵
يختلف منهجية تطبيق الـ six sigma على حسب
الهدف النهائى المراد تحقيقه، فإذا كان الهدف النهائي هوتحسين وتقييم المشاريع القائمة، يتم اللجوء إلى طريقةDMAIC، وإذا كان الهدف النهائي هو خلق منتجات جديدة أو اختراق أسواق تنافسية أخرى، فيتم حينها اللجوء إلى طريقة الـ DMADV. من خلال السطورالسابقة سنناقش بالتفصيل كل من المقصود بـالمصطلحين السابقين، وفيما يتم استخدامهم؟

🔵 طريقة الـ DMAIC ترمز الكلمة إلى الحروف الأولى المختصرة لكل من:
D: define ⬅
M: Measure ⬅
A: analyze ⬅
I: improve ⬅
C: control ⬅
وهم عبارة عن خمس خطوات مترابطة، يتم اللجوء إليهم فى حالة تطوير وتحليل العمليات القائمة للشركات أوالأنشطة التجارية، وفيها يتم :
⬅ التحديد : في هذه المرحلة يتم التركيز على العملاء كنقطة البداية، كيف يمكن الوصول إليهم؟ ما هي احتياجاتهم؟ ما الأهداف التي تضعها المؤسسة وترغب في تحقيقها؟ كيف تخدم هذه الأهداف العميل؟ ما الأساليب المستخدمة لتحقيقهم، وما المشكلات التى قد تعرقل تحقيق هذه الأهداف؟ ما الأدوات التي تمتلكهاالمؤسسة وما لديها من مقومات؟
فمن خلال هذه الاسئلة يتم الإحاطة بكافة المعلومات المتعلقة بوضع المؤسسة النتائج التى ترغب فى الوصول إليها؛ لذلك تسمى بمرحلة التحديد أو التعريف، أى من خلالها تتمكن المؤسسة من تحديد وضعها الحالي والمتوقع من خلال ما لديها من بيانات ومعلومات.
⬅ القياس : وفيها يتم قياس البيانات والمعلومات التى تمتلكها المؤسسة وجدواها، وهل تساعد فى تقديم نتائج حقيقية أم لا؟ هل الأدوات المستخدمة فى القياس صحيحة، كيف يمكن تطويرها؟ هل نحتاج إلى أدوات أخرى؟
⬅ التحليل : تقوم هذه المرحلة على تحليل البيانات ومحاولة إيجاد العلاقات الرابطة بينهم، بحيث يتمكن متخذ القرار من معرفة العلاقات الترابطية والسببية بينما لديه من متغيرات، وماهى الأسباب التى أدت إلى حدوث هذه النتائج، وما المتغيرات التى أدى فقدانها إلى التسبب فى حدوث هذا الخلل؟
⬅ التحسين : وفيها تقوم المؤسسة بتصميم تجاربمعدلة بناء على ما تم جمعه من بيانات ومعلومات مسبقة، بحيث تهدف هذه التجارب إلى تلاشى الأخطاء ونسبة القصور فى النماذج السابقة، وتساعد فى تطويروتحسين الأداء الحالى والمستقبلي.
⬅ التحكم : وهى المرحلة التى يتم فيها التحكم فى المتغيرات التى تم تحسينها، بهدف منع حدوث أى انحراف عن الهدف النهائى منها، بالإضافة إلى إنشاء نظم رصد ومراقبة مستمرة لتقييم الأداء والعمل على تغيره إذا ثبت فشل آليته.
🔵 طريقة الـ DMADV :
وهى طريقة تتشابه مع سابقتها في الأربع حروف الإختصار الأولى، لكنها تختلف فى نهاية الكلمة، وكذلك
فى مهام كل حرف :
D: define ⬅
Measure: M ⬅
A: analyze ⬅
Design: D ⬅

Verify: V
تتكون طريقة أو منهجية الـ DMADV من خمس مراحل مختلفة، ويمثل الهدف النهائي منها هو استغلالها فى تقييم جدوى وأداء المشاريع أو المنتجات الجديدة كالآتي :
⬅ التحديد : تختلف هذه المرحلة عن سابقتها فى إن الهدف هنا يكون البحث عن الأهداف ذاتها التي تتفق مع العملاء المستهدفين، وليس تحديد إذا ما كانت هذه الأهداف جيدة أم لا؛ فالمرحلة هنا تبدأ من نقطة الصفر،حيث تقوم بإختراق سوق جديد وترغب فى دراسته من الصفر رغبًا فى إختراقه وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح.ولكى تتم هذه الخطوة بإحترافية، تلجأ
المؤسسات إلى البيانات الإحصائية المتوفرة فى أبحاث السوق وغيرها من الأدوات المساعدة.
القياس : تقوم هذه المرحلة على قياس المنتج أوالمشروع المراد إطلاقه من حيث فائدته المتوقعه، ما الحاجة إليه، كيف سيتعامل مع الجمهور المستهدف؟ميزته التنافسية؟ ما وضعه بالنسبة للمنافسين؟ قياس الإنتاجية الخاص به؟ الفرص والتوقعات، المخاطروالتهديدات؟
⬅ التحليل : وفيها يتم تحليل العملية بشكل كامل بهدف الوصول إلى رؤية شاملة تساعد فى عملية التحسين والتطوير، بجانب توفير حلول بديلة للمشاكل التى قد تطرأ فى أى وقت.
⬅ التصميم : تتمثل أهمية هذه المرحلة فى كونها
تساهم فى بناء محاكاة واقعية للعملية قبل إطلاقها،بحيث يمكن التأكد من جدوى عملية التخطيط، وإذا كان هناك حاجة لإعادة الإنشاء أو التحسين مرة أخرى.التحقق : وفيها يتم التحقق من جميع الخطوات وسلامة تصمميها، والوصول إلى النموذج النهائى المناسب لمعايير الجودة والتطوير.
🔵 المستويات الخمس للـ SIX SIGMA:
هناك خمس مستويات مختلفة للعاملين وفق معايير أومنهجية الـ six sigma ، وكل مستوى يتمتع بمجموعة من المتطلبات والمهارات اللازم توافرها فى المنتمي إليه :
⬅ الحزام الأبيض White Belt : وهو مستوى
المبتدئين، وفيه يسمح لأى شخص بالعمل بالإنضمام إليه حتى ولم يسبق له أى خبرة مهنية فى هذا المجال، ولكن مع شرط فهم المبادئ الاساسية للـ Six Sigma وطريقة تطبيقها.
الحزام الأصفر Yellow Belt : وهو مستوى خاص بالأشخاص التي تمتلك خبرة مبدئية فى التعامل مع الـSIX SIGMA وتستطيع العمل وفقًا لمنهجية الـ DMAICأو الـ DMADV المختلفة.
⬅ الحزام الأخضر Green Belt: وهو مستوى يتطلب
من صاحبه فهم متعمق أدوات ومنهجيات حل المشكلات،بالإضافة إلى الخبرة العملية فى المجال والتى لابد أن تصل إلى ثلاثة سنوات كحد أدنى.
⬅ الحزام الأسود Black belt:وهو مستوى يتطلب قدركبير من الخبر المهنية فى التعامل مع مشروعات الـ six sigma ، ويتطلب خبرة فى التعامل مع المتغيرات والتعامل مع الأعمال المتنوعة.
الحزام الأسود الإحترافى Mastering Black Belt : وهو مستوى المحترفين والخبراء فى التعامل معالـ SIX SIGMA، وفيها يكون الشخص قد عمل على الأقل فى 10 مشاريع من هذا النوع، ويكون لديه من الخبرة المهنية ما لا يقل عن خمس سنوات.

فى النهاية فإن الـ SIX SIGMA تعد من أهم المنهجيات
الحديثة فى التعامل مع تقييم وتطور المشروعات.

 

 

السابق
اليوم.. انعقاد أول جمعية عمومية لنادي روتاري كايرو ستارز
التالي
م. أسامة مصطفى يكتب: قصة التصنيع الهزيل

اترك تعليقاً