كتب : محمود ربيع .
شهدت قرية “الشباسية”وهي واحدة من قري الريف المصري، إحتفالات جماعية تملؤها الفرحة وتغمرها السعادة بمناسبة “شم النسيم “الذي لم يكن يوما عاديا في كثير من شوارع القرية الريفية.
يسود القرية كثيرا من الصلات بين أفرادها، وتشتمل علي كثير من المناظر الطبيعية التي تؤدي بدورها إلي الراحة النفسية والفكرية، مما كان له أثر في أن تشهد تلك القرية إبتكارات بارعة بسبب جوها الملائم لطلاب العلم ورغبتهم في الحصول عليه، كما حصلت علي المركز الأول في محافظه “كفرالشيخ” في تحفيظ أبناءها القرآن الكريم.
*عادات الاحتفال بيوم شم النسيم….
بدأ سكان القرية يومهم بإبتسامة يملأها الأمل وتخلو من كل ألم، وكان للقريه منذ القدم عادات وتقاليد سائدة في مثل هذا اليوم، حيث يوجد مائدة من الإفطار تجمع كل أفراد الأسرة حولها ، والتي لا تخلو من “البيض الملون والعيش البلدي الساخن”وكثيرا من العادات التي يختص بها ريفنا المصري عن غيره في مثل هذه الإحتفالات.
وبعد ذلك يأتي وقت الغداء، والتي سادت فيه تقاليد تدل علي الحضارة الحقيقيه لريفنا المصري، حيث لابد أن يجتمع في مثل هذا اليوم جميع أفراد العائلة صغارا كانوا أو كبارا، رجالا ونساءا، وسواء كانوا يعيشون في نفس البلدة أم في بلدة أخري فيما يسمي ب “بيت العائلة”.
وما عليهم في هذا الوقت إلا أن يتجهوا إلي “الأرض” لتناول الغداء تحت ظل شجرة عمرها الكثير، ويحيطهم اللون الأخضر من كل جانب، وكيف لا تحيطهم الخضرة وهم في وسط ميدان من الطبيعة يشتمل علي كثير من النباتات بمختلف أنواعها وأشكالها؟!
وتحيطهم نغمات من أصوات العصافير والطيور التي تسكن الأشجار وتحلق في السماء، وهنا يظهر الغداء الجماعي وهو “الفسيخ والرنجة” في فرحة وسعادة تكمن وراء إجتماع العائلة بعد طول إنتظار محتفلين بهذا اليوم، فأي تحضر هذا؟
وأي صلة هذه التي تجمع بين الأفراد مهما طالت المسافات؟!
ولكن هذا في ريفنا المصري ليس غريبا ولكنه عادات غرست منذ بداية الأزمان.
ويظهر الترفيه في الصيد بعد ذلك، الذي يبدأ من أول العصر إلي غروب الشمس، فيذهب الأب والأولاد لممارسة الصيد في هذا اليوم وقضاء أجمل الأوقات، فجدير بالذكر أن هذه الأوقات التي يقضونها سويا تنسيهم كل الآلآم والمعاناه التي عانوها في عملهم الجاد طول العام،فهم لا يعرفوا التقصير في العمل، ولا يعلموا ما معني الأجازات، فدائما عملهم يتسم بالصدق والإستمرار، كل هذه السعادة نتيجة ليوم واحد! إنه حقا الريف المصري الذي تسود فيه البساطة والحب والتقدير والإحترام.